النجاح في حياة الانسان
صفحة 1 من اصل 1
النجاح في حياة الانسان
أهم خطوات النجاح في حياة الإنسان لعل ملامح النجاح في حياة أي إنسان تظهر جلية في سنيّ الطفولة, وتتدرج بالعمل على تطوير هذه الملامح وصقلها، وتُغذى بالفرص التي تتاح له لكي يبرز قدراته، وهذه هي الطريقة الأولى التي من الممكن أن نرى من خلالها إنسانا ناجحاً..أما الطريقة الثانية فهي أقرب إلى أسلوب الصدمة أو الفشل الذريع في شيء يقود إلى النجاح في شيء آخر، وتكون دوافع إثبات الذات وتغيير الواقع والانتقال من حالة الفشل إلى حالة النجاح هي عوامل أكثر بروزاً للتركيز في الوصول إلى الهدف.
تهيئة الفرص
ولعل الطريقة الأولى هي الطريقة العلمية وهي الأنجح دائماً, فهي تمثل الإعداد على المدى البعيد لفرد أو لجيل بكامله، وتستلزم دقة الملاحظة من قبل الأهل، أو ممن لهم صلة بتربية الطفل أو تعليمه، والملاحظة ورصد اهتمامات الطفل تعد المقدمة الأولى, فالعديد من الأطفال تبدأ مواهبهم بالظهور في سن مبكرة, فمنذ رصدها يجب العمل على تعزيزها وصقلها وتطويرها من التوجيه والتدريب وتوفير الجو والظروف، وتستطيع عمل ذلك مهما كانت الإمكانات قليلة، ولعل هذا الأسلوب يترك للطفل مساحةً كاملةً للنظر إلى مدى رغبته في الاستمرار والعمل لأبعد مدى على ذلك، ودون ضغط نحاول أن نتركه حراً في خياله وتفكيره ونجيبه عن كل تساؤلاته بحيادية مهما كان موقفنا من استفهاماته وبالنظر إلى الإيجابيات والسلبيات.
الطفل كمستقبل
إن اتباع هذه الأساليب يجعل الطفل يصل إلى تحديد المجالات التي يرى نفسه فيها مستقبلاً, وفي مرحلة لاحقة يستطيع أن يحدد هدفه ورغبته الكبرى في حياته، وهنا علينا أن نزوده بكل المعلومات عن هذه الرغبة وذلك الهدف, وربما تعمل العديد من البرامج (ويوجد بعضها في بلادنا العربية) على ربط الطفل في مرحلة الـ 14 إلى الـ 15 سنة بالعمل الذي يرغب فيه من خلال زيارة مكان العمل أو قضاء فترة مع شخص يعمل نفس العمل، ويقوم بشرح متطلبات العمل، وما هي الإيجابيات والسلبيات والمؤهلات والدراسة التي تستوجب دخول هذا المجال.
قد تساعد مثل هذه الأساليب الطفل في مرحلة مبكرة على تغيير هدفه إن لم يجد نفسه في ذلك المجال، فيكون لديه الوقت الكافي لإعادة النظر في أهدافه وتحديد هدف جديد, وبما يملك من مهارات مصقولة سابقة يستطيع التعويض والشروع بهدفه الجديد متّفقاً مع إمكاناته.
ومع الزمن وعندما يصل إلى تحديد نوع الدراسة يجب أن تكون متوافقة مع ما يريد تحقيقه في المستقبل، وتبدأ من تحديد فرع الدراسة في المرحلة الثانوية, فتخصصات كالطب والهندسة تختلف عن دراسة تخصصات أدبية، وقد يؤدي الاختيار الصحيح إلى توفير وقت وجهد كبيرين، وربما نتيجة ميول ومهارات معينة قد يحبذ أن يتجه إلى التخصص المهني، فبعض الطلاب يتميزون في العمل والمهنة أكثر من الجانب الدراسي البحت.
الفطري والمكتسب
وهنا علينا أن نميز الفروق بين الطلاب بين ذكاء فطري أو ذكاء مكتسب, وبين من يبدع في الدراسة الأكاديمية ومن يبدع في الجانب المهني، وفي هذه المرحلة علينا العمل على إكساب الفرد مهارات الذكاء الاجتماعي والتواصل والاتصال لكي يستخدمها في رسم خطوات نجاحه، فكثير من الطلاب يتخرجون في الجامعات وهم أوائل، ولكن ذكاءهم الاجتماعي وقدراتهم الاتصالية تعيق إبداعهم بالعمل، وقد يتأخرون في الحصول على فرصة العمل المناسبة.
وفي مرحلة الدراسة الجامعية على الطالب أن يطّلع على بيئة وطبيعة سوق العمل والفرص المتاحة له وتقريبه من هذا العالم حتى يحدد خياراته بشكل نهائي، فهناك فرق شاسع بين الجانب العملي والجانب النظري البحت في جامعاتنا التي تعاني ضعف الجوانب التطبيقية فيها، وهو يحتاج في هذه المرحلة إلى تسخير كل ما تعلمه في السابق، والخروج من مأزق الصدمة الأولى التي يعانيها طلابنا، والفرق الشاسع بين مرحلتين مختلفتين مع مترافقات هذه المرحلة ومغرياتها التي تبعد الفرد عن تركيزه على هدفه إن لم يسخر مهاراته وقدراته وذكاءه الاجتماعي ليصل إلى مرحلة الإنسان المتوازن، وهو الذي يستطيع المزج بين الأبعاد المشكلة لشخصيته وفي دراسته وعلاقاته، والنشاط اللامنهجي الذي يخرط الطالب في تجارب حية تساعده على الوثوق أكثر بشخصيته ولا يبني شيئاً على حساب أولويات حياته وكذلك يكون في عالم المهنة والجانب المهني إن أحسن الفرد استغلال ما تعلمه فيحسن في عمله ويبدع في مهنته.
أسيرة الجنة- .
- عدد المساهمات : 183
نقاط نسيم الجنة : 5489
شخصيتي : 1
تاريخ التسجيل : 28/08/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى